ياسمين يوسف الراوي
العراق
على الرغم من أن سنوات سنّها لم تتجاوز النصف الأول من العقد الثالث، فإن ياسمين تتحدث عن مرحلتين في عمرها، عن الماضي والمستقبل، عن اليأس وعن القدرة على غسله بالأمل المُستمَد من القلب والعقل والروح.
منذ سنوات، وقبل أن يصبح يوم ياسمين الراوي ورشَ عملٍ متلاحقة تعقدها بالتعاون مع عدة جهات في دبي، وتهدف من خلالها إلى تمكين الطلاب للاعتماد على حلول الذكاء الاصطناعي واستشراف المستقبل، كان اليأس سيّد أيامها.
فبعد مُعاناتها من أزمات عائلية، وانقطاعها عن العالم، تسلل الأمل مُجددًا إلى روح ياسمين يوم شاهدت فيديو لقصة نجاح بطلها شاب يسير على كرسي متحرك، وقرأت اسم “مبادرة مليون مبرمج عربي”.
التحقت بالمبادرة، تابعت الدروس، وخطت أولى خطواتها على درب الجد والعمل والمثابرة. تنظر ياسمين إلى عيني ابنتها وكأنها تُهديها كلَّ ما حققته، ومن ثمّ ترمي نظرة على جدول يومها المكتظ بالمحاضرات والورش، فبين ما كان وما صار يختبئ عمر ياسمين الذي رمَّمته، بعد انكبابها على التعلُّم من جديد ورسمت معالم مستقبلها كما تراه هي وتريده في عالم البرمجة الواسع حيث المساحات الشاسعة التي تتسع لكل من قرر وأقدم.