سحر
السعودية
تمرُّ أيام سحر بسرعة خيالية، لتجد نفسها في سباق متواصل مع الزمن، لا تكفيها الساعات التي تُمضيها مستغرقة في عملها، وكأنّ الله يريد أن يعوِّضها عما مرَّ من سنواتٍ دون تحقيق أي إنجاز أو تسديد أي هدف. تتذكر نفسها منذ ثلاث سنوات، فعلى الرغم من الشهادة الجامعية التي تحملها في علوم الحاسوب، بقي يتملَّكها خوف كبير من خوض غمار العمل مع أنها تعشق اختصاصها ونجاحها الأكاديمي فيه.
منذ ثلاث سنوات، كانت تجلس في زاوية غرفتها، تقرأ بعض المقالات والتقارير، وتتصفَّح مواقع التواصل الاجتماعي، حين لفت نظرها تغريدة على تويتر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يطلق من خلالها مبادرة للشباب العربي، تَرَسَّخ منها في ذهنها كلمتان اثنتان هما: “مليون” و”مبرمج”.
ولأنها آتية من عالم البرمجة الذي تعي أهميته، بحثت سحر أكثر عن المبادرة واكتشفت مجتمعاً متماسكاً من المدربين والطلاب، مجتمعاً يحتضن الخبرات ويدعم تبادلها دون مقابل. جذبها ذلك العالم وأسرها، أرادت أن تنتمي إليه، فسجَّلت في المسار الأول، وتوالى الأمر؛ ثلاثة مسارات في أقل من ثلاثة أشهر، وأصبحت أوراق الملاحظات تغزو طاولة سحر الخشبية، ولياليها على ذلك الكرسي تطول.
وإلى جانب المعلومات والمهارات الجديدة التي أضافتها سحر إلى سجلِّها، وجدت في المبادرة -على حدّ قولها- ما كانت تبحث عنه دون أن تعرف له اسماً أو شكلاً، وجدت ما كانت تحتاج إليه لتبدأ طريقها المهني. من هذه الزاوية، تعرَّفت سحر إلى مجتمع يشبهها، يتشارك معها الأهداف والتطلعات ويملك الإجابات التي تبحث عنها.
ازدادت شغفاً بفكرة العمل عن بُعد، ألهمتها القصص التي كانت تسمعها يومياً وتتعرَّف إلى أصحابها. تلك المبرمجة الشغوفة والناجحة التي باتت العنوان الأمثل لكل من يريد تطوير موقع إلكتروني مرفق بتطبيق هاتفي مع متابعة دائمة وعمل متقن، بحسب زبائنها الذين توزَّعوا في شتى مدن العالم وفاقوا المئة!