محمد عودة
فلسطين
يتحدَّث محمدٌ وهو في ربيع عشريناته عن حريةٍ ظنَّها حكراً على الشعر والخيال، وعن أفكارٍ لا تعترف بالقيود والصعاب. محمد الذي وُلد في الضفة الغربية، سمع الكثير عن عالم ظلَّ يجهله، إلى أن قرر اقتحامه بنفسه؛ فيقول: “قد تكون التقنية لكثير من النَّاس مجرد قطاعٍ اقتصاديٍّ له بعض الانعكاسات الاجتماعية، لكن لي أنا، ولأناس كثيرين، البرمجة هي البساط الوحيد للمستقبل”.
قرر محمد ومنذ تخرُّجه من المدرسة، أن يتخصص في ميدان التقنية وبرمجة الحاسوب، فبالإضافة إلى أنها تستهويه وتشغله، لطالما شكَّلت له عالماً شاسعاً، حيث لا جدران، ولا تفرقة ولا حدود! ولأنَّه يعرف أن الغد لا ينتظر الناس على الرصيف؛ بل عليهم اللحاق به، والفوز بالسباق، واجتياز التحديات اليومية، كانت كلُّ أخبار التقنية وإصداراتها وابتكاراتها محوراً لاهتمامه. يقول محمد: “تكاد لا توجد منصّة في العالم العربي أو العالم لا أعرف بها، حتى أصدقائي باتوا قبل التسجيل في أي دورة على الإنترنت ينتظرون حكمي وآرائي وملاحظاتي”.
وعن مبادرة مليون مبرمج عربي، يقول: “هذه المبادرة بالنسبة لي كانت حلماً وقد تحقق، فأنا اليوم -ولولاها- لم أكن لأعمل بوظيفة كنت أحلم بها، ولا أشعر بنقص الخبرة أو المعلومات الحديثة، ولولاها لم يكن عندي القدرة على متابعة عملي الحر أيضاً؛ فقد كانت ٥ سنوات من الخبرة والدعم المهني والاجتماعي حصَّلتها في أشهر قليلة”.