جوزيان عطالله
لبنان
“هذا المجال ليس لي، لا يشبهني،” خلاصةٌ توصّلت إليها جوزيان في السنة الأخيرة من اختصاصها الجامعي في مجال علوم الأحياء، فكان أمامها خياران، إمّا الاستمرار أو البدء من جديد.
“اتخذت القرار، لن أكمل الماجستير، ولن أعمل في مجال علوم الأحياء. ولكن ما البديل؟ قررتُ أن أستشير سوق العمل، وأكتشف أكثر المجالات والقطاعات نمواً في العالم، كلمة واحدة غيّرت حياتي فعلياً، إنها البيانات! كيف أكون بعيدة كلّ هذا البعد عن هذا المجال؟ فنحن اليوم في عصر البيانات!”.
لم يكن سهلاً على جوزيان المجازفة بالمجال الذي ستحدد فيه مستقبلها من دون أن تختبره: “مسار تحليل البيانات من منصّة مبادرة مليون مبرمج عربي، قلب حياتي!”.
تقول جوزيان التي تتابع اليوم دراستها العليا في العلاقات الدولية والتنمية في نيويورك: “تعلّمت أن البيانات هي واحدة من أهم أدوات التواصل في يومنا هذا إن أتقنا استخدامها، وهي أفضل الحلول لمدّ الجسور بين العالم رغم كل الفوارق التي قد تعترض هذا التلاقي، فهذه الدروس دفعتنا لنفكّر بطريقة نقدية تحليلية”.
وبعد حصولها على شهادة مسار تحليل البيانات، تغيّرت نظرتها ومقاربتها للأرقام والإحصاءات، وعرفت فعلياً المجال الذي تريد أن تتخصص فيه، وتمضي بين عناوينه كلّ حياتها.
تقول جوزيان بنظرة مفعمة بالأمل والإيجابية: “من أجمل الصدف التي قابلتها بعد تخرّجي من مبادرة مليون مبرمج عربي، هي أنني خلال عملي مع أحد الشبان العرب لإطلاق مشروعه، وبعدما شعرنا أننا نلتقي في مفاهيم فكرية كثيرة، اكتشفنا معاً أننا نحمل شهادات المنصّة نفسها، الجيل الذي تشارك هذه المنصّة في بنائه، سيثمر في عالمنا العربي بالتأكيد”.