محمود شحود

سورية

شهادة في هندسة المعلومات والحاسوب كانت كل ما في حوزة محمود شحود يوم حزم حقائبه مغادراً بلده الأم إلى تركيا، بحثاً عن أجواء لا تُنهي أيامها بأخبار الموت.

اليوم وبعد سنتين تقريباً، يطلق محمود مشروعه الجديد “MOVN” وهو تطبيق يصل بين الأشخاص المتوجهين إلى المناطق ذاتها في تركيا، ويساعدهم في تقاسم تكلفة الرحلة بسعر ينافس سيارات الأجرة.

ورغم أنَّه وجد وظيفة في مجال تطوير التطبيقات، لكن احتياجات العائلة في الغربة دفعته للبحث عن عمل إضافي، فمحمود الأب الذي يرهن حياته لراحة عائلته وتقدُّمها، لن يضيع دقيقة دون أن يستثمرها.

ركَّز بحثه في التطبيقات الهاتفية -مجال عمله- لكنَّ معظم المشاريع التي كانت تُعرض عليه كانت تتطلَّب خبرة تطوير المواقع الإلكترونية، في واجهتيها الأمامية والخلفية، فكان يقول بشكل دائم لزوجته وهو يحتسي قهوته: “للأسف، لن أستطيع الاشتراك بالمشروع؛ فخبرتي لا تسمح لي”.

في يوم خريفي، وعند عودته في المساء، انتظرته زوجته خارجاً، وعلى وجهها ابتسامة عريضة، فهي تعرف جيداً ما الذي يحتاجه زوجها، وتعرف أيضاً أنهم لا يستطيعون تكبُّد تكلفة شهادة إضافية أو دورات افتراضية فبحثت، ووجدت الحلَّ!

قالت له: “مبادرة مليون مبرمج عربي، يقولون إنها مجانية، وتمنح شهادة، وهناك مدربون يُساعدون الطلاب مجاناً؛ جرِّب ما دمت لن تخسر شيئًا”! يسرد محمود القصَّة بتفاصيلها.

وبدلًا من خسارة المشروع، أو إعطاء الأقسام التي يعجز عن إكمالها لمبرمجين آخرين، وبعد شهر واحد على إكمال شهادة تطوير المواقع الإلكترونية، تحوَّلت غرفة محمود الصغيرة إلى ورشة عمل، لا تنطفئ أضواؤها.

يقول محمود: “من يومها لم أعد أشعر أنني في غربة، هل تصدقون؟”، ومن ثَمَّ تحوّل محمود إلى مرجعية لكلِّ العرب في اسطنبول، لكلِّ الباحثين عن مبرمج يحوِّل أفكارهم إلى موقع وتطبيق في سرعة فائقة وإتقان منقطع النظير.