عمر عبد العزيز
سورية
كل البدايات التي وعدت عمر بقصص نجاح أخلفت وعدها إلا واحدة، ففي عام 2014 أُجبر عمر أن يتخلى عن حلمه بالتخصص في مجال هندسة الكهرباء وذلك قبل نهاية آخر فصوله الدراسية والتخرُّج بسبب الحرب. فالأحداث الدامية في مدينته حلب كانت فوق أحلامه.
ثلاثة أعوام أمضاها عمر في مُرِّ الواقع، لا فرص عمل، وإن وُجدت، فلا يمكن اقتناصها من دون شهادة أو خبرة، إصراره على نيل شهادة، جعله يبحث في كل المعاهد والمنظمات والمبادرات عن تخصص على قدر طموحاته ومتطلبات سوق العمل في آنٍ واحد، وعن تخصص لا يكلفه أموالًا طائلة؛ فاحتياجات عائلته الأساسية -أهله وإخوته- كانت أَوْلى بالنسبة له حتى من مستقبله.
وفي عام 2017، شعر أنه وجد ما كان يبحث عنه بعد طول انتظار … “”مليون مبرمج عربي” مبادرة مجانية وتمنح شهادات؟! هل أراد القدر أن يستجيب أم ماذا؟”
أملًا في تغيير مسار حياته، سجَّل عمر وتابع دروسه، وهكذا كان، نال شهادة مُعتمَدة، خوَّلته دخول سوق العمل من بابه الواسع، وقد اختار واحداً من أكثر مسارات البرمجة شعبيةً وأكثرها طلباً في ذلك الحين، تطبيقات الأندرويد، وطور الخبرة العملية التي يحتاجها أيضاً بمشاركته مع المدربين في الشقِّ العَمَلي دون انقطاع، ووجد نفسه موظفاً ومبرمجاً في أكثر من منظمة إنسانية في مدينته، وعوَّض عمر نفسه وعائلته عما حرمتهم منه السنوات.