محمد صبحي عبد المجيد
مصر
يُعرِّفُ محمد النجاح بطريقة أخرى حددتها تجاربُه الحياتية، فهو ليس أموالٌ يجمعها، ولا مناصب يصل إليها، ولا شهادات عالية يعلِّقها على الجدران، النجاح كما يراه محمد عبد المجيد، هو “أن يتخلَّى الإنسان عن أنانيته ويُسخِّرُ كلَّ ما وهبه له الله وأتاحته له الظروف، ليكون طاقةَ نورٍ وأملاً في حياة الآخرين”.
يعيش في المنطقة التي يسكنها محمد الآلاف من الذين يحتاجون إلى من يعطيهم الأولوية، ولهذا قرر محمد أن يكون الشخص الذي يعينهم، فطور تطبيقًا سماه “ساعد الغير” ليكون جسراً بين من يحتاجون إلى الملابس، وبين الذين لا يعرفون إلى من يتبرعون بملابسهم ومن يحتاجها مباشرةً ودون وسيط.
كان محمد يؤمن تماماً أنه ما من سبيل إلى تحقيق أمنيته في مساعدة من يحتاج إليه إلا بالبرمجة والتقنية، فهي التي تكسر الحواجز وتجمع بين الناس وتؤمِّن الشفافية والوضوح لكلِّ مشروع وتختصر آلاف الكلمات والمقدمات. حاول محمد أن يطور تطبيقه بمساعدة مبرمجين آخرين، لكنَّه شعر أنه ما من شخص سيتمكَّن من ترجمة أفكاره وتطلعاته بأمانةٍ وشغفٍ، كما سيفعل هو. بعدما أنهى محمد مسار تطوير تطبيقات الأندرويد في مبادرة مليون مبرمج عربي، بدأ في تطوير تطبيقه، كل الحيل والمزايا التي احتاجها، درسها خلال الدروس والأعمال التطبيقية ودوَّنها على دفتره الذي عنوانه “سأساعد الغير” فهدفه واضحٌ من الأساس.
أهداف كثيرة حققها محمد بتطبيقه، أرضى نفسه التي كانت تطلب منه الخير، ساهم في كساءِ من يخافون بردَ الشتاء القارس، وساعد أهل الخير على تحقيق مرادهم، وآخر أهدافه كان الفوز بجائزة الابتكار الرقمي من مبادرة مليون مبرمج عربي، وقيمتها 50 ألف دولار. عزم محمدٌ أن يُسخِّرها في تطوير تطبيقه؛ كي يشمل جوانب حياتية أخرى لمن يحتاج إلى المساعدة، يقول: “إضافة إلى الدعاء لهم بأن يرزقهم الله بأهل الخير، سعيت أن أدعمهم أيضاً بما يحتاجون إليه”!