عبد الرحمن عزيزي
سوريا
قصة عبد الرحمن عزيزي تجسد الإيمان بالقدرة على تحقيق الأحلام والطموحات وعدم الاستسلام أمام تحديات وظروف الحياة، نجاح بدأ بقراره الوقوف والتصدِّي لمصاعب الزمان التي فرضتها الحرب في سورية، والتي كانت وراء مغادرته مع عائلته إلى مدينة بورصة التركية.
لم يستطع عبد الرحمن أن يجمع في رصيده العلمي سوى سنوات تسع، ولكنه عقد العزم على تحصين نفسه بالمعرفة والاطلاع على مختلف المجالات العلمية والتعلم من التجارب الشخصية، وإن كانت الحرب مزَّقت صفحات كتبه، إلا أنه قرر قلب الموازين والحصول على شهادة علمية يسند إليها أحلامه المستقبلية.
يقول ضاحكاً: “لو سألتم عني موقع يوتيوب، لعرفني قطعاً”، فهو يعترف أنَّ كل ما يجنيه من الأموال ينفقه على باقة الإنترنت لمشاهدة فيديوهات يوتيوب في كلِّ المجالات من أخبار عالمية واجتماعية ووثائقيات. وبفضل اطلاعه الواسع، اكتشف توجُّه العالم بكلِّ قطاعاته وأبحاثه نحو التقنية والبيانات، وأذهله أسلوب حياة المبرمجين، أولئك الذين يملكون “مفاتيح الدنيا” بحسب تعبيره، وكلما شاهد تقريراً عنهم أو تابع شهادة حياة أحد المبرمجين المبتكرين، زاد إعجابه بالعالم الحقيقي، كما يسمّيه.
قرر أن يتعلم البرمجة دون أن يطيل التفكير، ولكنه سرعان ما اصطدم بعقبتين: المال الذي لا يملك منه سوى القليل، والوقت الذي يُمضيه في رحلاته السياحية كدليل للسياح العرب.
“مبادرة مليون مبرمج عربي، كانت اليد التي انتشلتني” يقول عبد الرحمن. محطة تعلَّم منها البرمجة مجاناً، وفي الوقت الذي يناسبه، سواء كان جالساً على مقعد ينتظر السياح أو في الحافلة متوجهاً إلى المطار لاستقبالهم.
يفخر عبد الرحمن بشهادته التي نالها في مجال تطوير تطبيقات أندرويد، والتي كانت أولى انتصاراته في وجه الظروف، فقد فتحت له الباب ليطور تطبيقاً باللغة العربية، يستهدف مرضى القلب، ويقدم لهم دليلاً يومياً كي لا يخذلهم قلبهم النابض.
وعن مسيرته وأحلامه المستقبلية، يرى عبد الرحمن في مهارات البرمجة التي تعلمها انتصاراً حقيقياً عوَّض به ما حرمته منه السنين.