أعلن مركز الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، الذي تشرف عليه مؤسسة دبي للمستقبل، فوز مطوّر الحلول الروبوتية الذكية لوكس إيه. آي “LuxAI” من لوكسومبورغ، في مسابقة الألعاب الذكية، التي نظمها على مستوى الشركات المحلية والعالمية لتصميم ألعاب ذكية مبتكرة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز تعلّم الأطفال من أصحاب الهمم وتواصلهم واندماجهم مع محيطهم.
وهدفت المسابقة التي تم إطلاقها بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي والبرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، في فبراير الماضي، وتنافست فيها 30 شركة من نخبة الشركات العالمية، إلى تحفيز الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة الوطنية والعالمية التي تصمم ألعاباً ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، على المشاركة في حل التحديات التي يواجهها الأطفال أصحاب الهمم أثناء تعلمهم لتعزيز اندماجهم في المجتمع.
ووصلت إلى المرحلة النهائية للجائزة، إضافة إلى شركة LuxAI، كلٌ من شركة سمارت لايف روبوتكس “Smart Life Robotics” وشركة أمايسيس “Amaisys” للتكنولوجيا، التي قدمت أفضل الحلول المبتكرة. وحازت LuxAI من لوكسمبورغ، وهي الشركة المتخصصة في حلول الروبوتات المتطورة في مجالي التعليم والرعاية الصحية، على أعلى تقييم من لجان التحكيم عن ابتكارها “QTrobot” الروبوت الاجتماعي الذي يحاكي في تصميمه جسم الإنسان ويهدف لتعزيز التواصل مع الأطفال أصحاب الهمم والمصابين بالتوحد.
وستحظى LuxAI بدعم مؤسسة دبي للمستقبل وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة لتطوير مفاهيم الألعاب ونماذجها، وتجريبها مع الجهات المعنية في دولة الإمارات.
كلاوس شواب: الذكاء الاصطناعي يغير العالم
وقال البروفيسور كلاوس شواب مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي: “في ظل التحول التكنولوجي المتسارع الذي يعيشه عالمنا، تشهد ألعاب الأطفال أيضاً تغيراً سريعاً، وتسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تغيير عالمنا وألعاب الأطفال ومفهوم الطفولة نفسه”.
وأكد شواب أن الألعاب المعززة بالذكاء الاصطناعي يمكنها أن تعود بمنافع هائلة على تعلم الأطفال ولعبهم ونموهم، مشيراً إلى مشروع جيل الذكاء الاصطناعي، الذي أطلقه المنتدى الاقتصادي العالمي، ويركز على تقنيات الذكاء الاصطناعي المسؤولة والمبتكرة المخصصة للأطفال والشباب، ومؤكدا أهمية أن تصمم الألعاب الذكية بشكل أخلاقي ومسؤول لحماية أطفالنا وتعليمهم وتمكينهم.
خلفان بلهول: تعزيز الابتكار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتمكين المجتمع
وأكد سعادة خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أهمية المسابقة في تعزيز وتشجيع الابتكار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتصميم حلول تمكن مختلف فئات المجتمع، وتخدم الأفراد وترتقي بمستويات حياة مجتمعات ومدن المستقبل الذكية.
وقال بلهول إن جائزة المنتدى الاقتصاد العالمي للألعاب الذكية تمثل داعماً مهمها للشراكة مع الجهات الفاعلة وخاصةً مطوري حلول الذكاء الاصطناعي، في عمليات تصميم المستقبل وتعزيز الابتكار وثقافة ريادة الأعمال ونقل المعرفة وتوطين التكنولوجيا الناشئة والصاعدة، وتوظيف أدوات المستقبل في تطوير الحلول لتحديات القطاعات الحيوية مثل التعليم والدمج المجتمعي والصحة، وتحويلها إلى واقع ملموس بالتعاون مع المبتكرين والمبدعين والحريصين على الوصول إلى مستقبل أفضل.
سناء سهيل: تنمية الطفولة المبكرة بأدوات مبتكرة تثري رحلة التعلم والنمو الشامل
من جانبها أشادت سعادة سناء محمد سهيل مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بجهود مؤسسة دبي للمستقبل، ومركز الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، في إيجاد وتطوير حلول فعالة وملهمة لتعزيز جودة الحياة الرقمية للأطفال بشكل عام والأطفال من أصحاب الهمم بشكل خاص، إضافة إلى تفعيل مساهمة قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في دفع عجلة التقدم لتنمية الطفولة المبكرة من خلال توفير أدوات وممارسات مبتكرة تثري رحلة التعلم والنمو الشامل للطفل، وتُسهم بشكل فعال في تقليل الآثار السلبية الناجمة عن الاستخدام غير الصحي للأجهزة الرقمية والتقنيات الحديثة بصفة عامة.
وأكدت سناء سهيل أهمية التوسع في بناء الشراكات الوطنية والعالمية لتطوير واستقطاب تقنيات الذكاء الاصطناعي ومواءمتها مع الاحتياجات والمتغيرات المختلفة والتأكد من مواكبة هذه التقنيات للعديد من المبادرات والبرامج المبتكرة، لضمان تحقيق النتائج المرجوة والارتقاء بمنظومة الخدمات المقدمة لقطاع الطفولة المبكرة”.
لجنة تقييم دولية
وعملت لجنة دولية ضمت نخبة من الخبراء من المنتدى الاقتصادي العالمي والبرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة ومسرعات دبي المستقبل ومركز الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، على تقييم المشاركات ضمن أربع فئات هي الصحة والتغذية، دعم الأسرة، حماية الأطفال، والرعاية المبكرة والتعليم.
وقدمت سمارت لايف روبوتكس، الشركة البولندية الناشئة المتخصصة في ابتكار الروبوتات والألعاب التي توظف الذكاء الاصطناعي في تعزيز النمو المعرفي للأطفال، الروبوت المساعد للمدرسين KODI 2.0، الذي يمكنه أيضاً أداء مهام مختلفة بشكل مستقل وتعليم الأطفال في المنزل.
أما الشركة الإسبانية أمايسيس للتكنولوجيا المتخصصة في تصميم وتطوير ودمج التقنيات، فقدمت برنامج الألعاب RAINA المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي يهدف إلى تحسين منهجيات TEACCH التعليمية المخصصة للأطفال المصابين بالتوحد وصعوبات التواصل بالتركيز على آليات التعلّم المرئي.