شهد “منتدى دبي للمستقبل 2023” حوارات هادفة ونقاشات بارزة حول مجموعة من التوقعات المستقبلية التي سردها أكثر من 150 خبيراً ومتخصصاً في استشراف المستقبل قدموا رؤاهم وتصوراتهم لما سيحصل في السنوات والعقود القليلة المقبلة في نحو 70 جلسة حوارية متخصصة وكلمة رئيسية وورشة عمل
وعرض المتحدثون في جلسات المنتدى الذي نظمته مؤسسة دبي للمستقبل في “متحف المستقبل” توقعاتهم في قطاعات الفضاء والاستدامة والبيئة والطاقة والغذاء والصحة والطب والتعليم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والعمل الحكومي.
تكنولوجيا جديدة كلياً
ففي قطاع التكنولوجيا، توقع الخبراء المشاركون في المنتدى بأن السنوات الـ 10 المقبلة ستشهد تغير كل شيء في مجال التكنولوجيا وصعود تقنيات جديدة كلياً، وتجاوز ما قبلها من التقنيات التي استغرق تطويرها 60 أو 70 سنة ماضية.
دور الشباب
وركّز المتحدثون على دور الشباب في تصميم المستقبل المنشود، بوضع أجيال المستقبل في صميم السياسات والمشاريع والبرامج الحكومية لضمان صناعة غدٍ أفضل لأجيال الحاضر والمستقبل، وتمكين أجيال المستقبل ببناء مهاراتهم وتطوير قدراتهم لضمان امتلاكهم الأدوات المطلوبة للعمل في وظائف المستقبل خصوصاً في القطاعات الجديدة الواعدة مثل الذكاء الاصطناعي، والفضاء.
المستشفيات السيليكونية المتنقلة داخلنا
وأشار المشاركون في المنتدى إلى أن “المستشفيات السيليكونية” القائمة على أشباه الموصلات الذكية المزروعة في الجسم ستشكل مستقبلاً مستشفيات نانوية متناهية الصغر ترافق البشر أينما كانوا، وتقدم التشخيص الطبي الدقيق والحيوي على مدار الساعة في متناول الجميع بما سيخفض تكاليف الرعاية الصحية ويقلل الحاجة إلى التدخلات الجراحية ويعزز الصحة الوقائية والاستباقية، فيما يرى البعض أن أي وباء جديد يحصل في عام 2024 سيرفع كلفة الرعاية الصحية التقليدية عالمياً بواقع 1 تريليون دولار.
ورأى الخبراء أن المستقبل يحمل فرص زرع أجهزة طبية سيليكونية في الجسم لعلاج الأورام أو الشرايين أو الأعصاب، وأن الشرائح السيليكونية وأشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي تقنيات ستغير القطاع الطبي بشكل جذري غير مسبوق.
الذكاء الاصطناعي في الطب
وتوقع المتحدثون في جلسات المنتدى أن تشخيص الجلطات بمساعدة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي سيستغرق في المستقبل القريب 10 دقائق بدلاً من 10 ساعات، وسيسهم في الكشف المبكر عن أية أمراض أخرى ترتبط بذلك.
ولفت خبراء استشراف المستقبل إلى أن الرقائق الطبية ستخفض تكاليف التجارب الطبية من 3 إلى 10 أضعاف، وأن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستخفض تكاليف الأدوية بواقع 1 مليار دولار، وتكاليف الأجهزة الطبية من 50 إلى 100 مليون دولار.
الأطفال علماء في المستقبل
وتوقع الخبراء في المنتدى أن يكون الأطفال علماء في الحاضر والمستقبل القريب، بفضل فضولهم العملي، وحبهم للمعرفة، وغياب التحيز لديهم، وقدرتهم الفطرية على التعامل مع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ولغات البرمجة الطبيعية التي لن تحتاج قريباً إلى الرموز بل ستستجيب ببساطة للأوامر الصوتية. وهو ما سيسهم في سد الفجوة الحالية حيث لا تتجاوز نسبة العدد العلماء والباحثين 0.1% من عدد سكان العالم، وهو ما يعادل المساحة متناهية الصغر التي يغطيها مفتاح الباب على رقعة ملعب لكرة قدم.
الفضاء منجم المستقبل
واستمع جمهور المنتدى إلى الفرص اللامحدودة التي يعد بها قطاع الفضاء مستقبلاً، خاصة مع إجراء أكثر من 200 تجربة علمية خلال المهمة الفضائية 69 التي شارك فيها رائدا الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري والدكتور سلطان النيادي على متن محطة الفضاء الدولية، والتي أمضى طاقمها 186 يوماً في الفضاء لإجراء الأبحاث والتجارب العلمية التي تشكل منجماً للمعرفة التي ستنفع مجتمعات المستقبل.
تحديات تحتاج إلى حلول
وعرضت جلسات “منتدى دبي للمستقبل” سلسلة من الإحصاءات التي تؤثر على حاضر المجتمعات البشرية وتتطلب عملاً جماعياً مشتركاً لابتكار حلول جذرية لها، بما في ذلك ارتفاع استهلاك الكهرباء عالمياً بنسبة 1.1% عام 2022 مقارنة مع عام 2021، وزيادة انبعاثات الكربون بواقع 50% منذ عصر الثورة الصناعية، وإنتاج 33.6 جيجاطن من انبعاثات الكربون الناجمة عن الطاقة، فيما تأتي نسبة 24% من الانبعاثات من الزراعة، وهو ما يهدد 1 مليون نوع حيوي بالانقراض. واستمع المشاركون في “منتدى دبي للمستقبل 2023” إلى حقائق وأرقام مهمة تؤسس لاستراتيجيات التعامل مع تحديات المستقبل وتحويلها إلى فرص، بما في ذلك وجود أكثر من 3 مليار إنسان لا يملكون وصولاً ميسراً للطاقة بأسعار معقولة، واقتصار نسبة الطاقة المولدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على 7% فقط من طاقة العالم، بالإضافة إلى وجود أكثر من 1.1 مليار من أجهزة التكنولوجيا القابلة للارتداء في العالم اليوم.