أكد سعادة خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن “ملتقى دبي للميتافيرس” يقدم منصة لتعزيز الشراكات الاستراتيجية العالمية الهادفة إلى تحقيق الاستفادة القصوى من تطبيقات الميتافيرس وآفاقه، لافتاً إلى أهمية الشراكات بين الحكومات والشركات لتحقيق الفوائد المرجوة من الميتافيرس وتقنياته وتطبيقاته والوصول إلى الإمكانات اللامحدودة للتكنولوجيا.
جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية لأعمال اليوم الأول لـ “ملتقى دبي للميتافيرس” الذي ينعقد برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، ويشارك فيه أكثر من 500 خبير ومتخصص من دولة الإمارات والعالم وأكثر من 40 مؤسسة محلية وعالمية متخصصة في مجالات الميتافيرس والواقع الافتراضي.
وقال خلفان بلهول: “نحن الآن في المراحل الأولى لتصميم مستقبل الميتافيرس، ويجب أن نتذكر أن العوالم الافتراضية هي بمثابة مرآة تعكس واقعنا الذي نعيشه”. مضيفاً: “توظيف التكنولوجيا بالطريقة الصحيحة يساهم بتطوير الإمكانات البشرية الكامنة ويمكنه أن يعزز التوازن بين العالمين الواقعي والرقمي. فالبعد الإنساني يجب أن يكون في صميم مستقبل الميتافيرس بالتوازن مع تسارع نمو التطور التكنولوجي. والسؤال الأهم هنا كيف يمكننا أن نواصل مسيرة التقدم وبناء مستقبل أفضل؟ “
فرص واعدة في الاقتصاد الرقمي
وأشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل إلى وجود الكثير من الفرص الواعدة المرتبطة بالميتافيرس في الاقتصاد الرقمي، لافتاً إلى أنه سيساهم على أقل تقدير بأكثر من 5 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، علماً بأن استخدامات الميتافيرس في التجارة الإلكترونية والعقارات الرقمية والتعاملات المالية بالعملات المشفرة بدأت بالفعل في تحقيق العوائد والأرباح وتوفير فرص عمل افتراضية للمبرمجين والمطورين وحتى المستخدمين.
وأشار بلهول إلى أن استخدامات الميتافيرس ستتفرع وتتوسع إلى مجالات وتخصصات مختلفة وجديدة كلياً، ما يؤكد أهمية الحاجة لتوحيد الرؤى والعناصر لتصميم تجارب عملية مشتركة غامرة ومفيدة.
دور عالمي لدبي
وحول الدور العالمي لدبي في تعزيز فرص الميتافيرس، أكد خلفان بلهول أن “استراتيجية دبي للميتافيرس” التي تعكس الرؤية الاستشرافية لقيادة دولة الإمارات، وتحظى بدعمها الكامل تقدم رؤية واضحة لتوظيف الميتافيرس في مختلف القطاعات الحيوية، وتعزز مكانة دبي كمختبر عالمي للتعاون والشراكات وبناء منظومة متكاملة داعمة لفرص الميتافيرس لتشكل جسراً بين الفرص في العالمين الواقعي والافتراضي.
موضوعات متنوعة وأجندة شاملة
وحول تنوّع الموضوعات التي تغطيها جلسات “ملتقى دبي للميتافيرس”، لفت سعادة خلفان جمعة بلهول إلى أن الأجندة الشاملة للملتقى الذي يتواصل على مدى يومين كاملين ويضم كلمات وجلسات حوارية وورش عمل وتجارب مبتكرة من عالم الميتافيرس، تتيح للمشاركين في هذا الحدث العالمي من الخبراء والمختصين والمطورين فرصة الاطلاع على تحولات وتطورات مستقبل التدريب والتعليم والإنتاج المعرفي في عالم الميتافيرس وغيرها الكثير من التطبيقات المتنوعة. كما ستناقش موضوعات الملتقى أيضاً مستقبل العقارات في عوالم الميتافيرس وآليات التعامل المالي الرقمي بالاستفادة منها، والتطبيقات المتاحة والمستقبلية لتقنيات الرموز غير القابلة للاستبدال في عالم الميتافيرس.
ولفت سعادته إلى أن المجتمعات كانت دائماً قادرة على التأقلم والتكيف مع كل المتغيرات، وهذا ما رأيناه في فرص الميتافيرس التي ضاعفتها جائحة كوفيد-19 والتي تعلمنا منها أهمية العمل معاً، وهو المكوّن الأهم لنجاح الميتافيرس مستقبلاً.
وأوضح سعادته أن تاريخ دولة الإمارات يؤكد أن تحدي المستحيل هو في جوهر قصة دولة الإمارات منذ تأسيسها، لافتاً إلى أن دبي كانت دائماً صلة الوصل بين الشرق والغرب، واليوم بوجود العوالم الرقمية والافتراضية هناك مساحات أوسع لمضاعفة الإبداع والابتكار والبشري انطلاقاً من دبي.
واختتم سعادة خلفان بلهول قائلاً: “نتطلع إلى استشراف إمكانات عالم الميتافيرس والعوالم الافتراضية وبحث إمكانية تسخيرها… لا يزال الميتافيرس منطقة جديدة ولا يزال يتعين علينا فهمها بشكل أشمل. ونرحب بكم اليوم، لنستكشف معاً فرص الميتافيرس ونتبادل المعارف والخبرات”.
ملتقى عالمي
ويشهد ملتقى دبي للميتافيرس على مدار يومين أكثر من 25 جلسة وورشة عمل رفيعة المستوى في “متحف المستقبل” و”منطقة 2071″ في أبراج الإمارات بدبي، لبحث ومناقشة التحديات والفرص المرتبطة بالميتافيرس، بمشاركة شخصيات بارزة حكومية ودولية وعدداً من كبرى الشركات العالمية والتي ستسهم في تشكيل مستقبل الميتافيرس.
ويعد ملتقى دبي للميتافيرس أول حدث من نوعه منذ إطلاق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم “استراتيجية دبي للميتافيرس” في يوليو 2022. وتهدف الاستراتيجية إلى إضافة 4 مليارات دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي لدبي، ودعم 40 ألف وظيفة افتراضية بحلول عام 2030 بالإضافة إلى جذب 1000 شركة متخصصة في تقنيات البلوك تشين والميتافيرس لجعل دبي ضمن أكبر 10 اقتصادات في العالم.