أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل أن أحد النجاحات المهمة التي كلّلت مسيرة التنمية الإماراتية هو تخريج أجيال من الشباب المثقف الشغوف بالعلم والمعرفة، بفضل دعم ورعاية وتشجيع القيادة الرشيدة التي وضعت الاستثمار في بناء الإنسان في مقدمة الأولويات وسخرت لذلك كافة الإمكانات، سعياً للوصول بقدرات المواطن الإماراتي إلى أوج مستويات كفاءة الأداء وإبداع الفكر واتساع الأفق بما يعينه على ابتكار حلول ومبادرات ومشاريع تسهم في تلبية متطلبات التنمية، ولتحجز دولة الإمارات بعقول وسواعد أبنائها وبناتها موقعاً متقدماً في مصاف الدول المسؤولة عن صناعة مستقبل العالم.
وقال سموه: “العقول النابهة في دولتنا هي الثروة الحقيقية التي نسعد بتميزها في كل المحافل والمناسبات الدولية، ونفاخر بها العالم بما تحققه من إنجازات نوعية في مجالات حيوية عديدة؛ وقد احتفلنا منذ أيام بعودة أول رائد فضاء إماراتي وأول عربي يزور محطة الفضاء الدولية بعد رحلة تاريخية حملت “طموح زايد” إلى الفضاء… هزاع المنصوري نموذج لآلاف الإماراتيين الذين يتم إعدادهم للمشاركة بقوة في تشكيل ملامح مستقبل الإنسانية وريادة صناعة الفرص بالعلم والمعرفة والانفتاح على ثقافات العالم وتجاربه الناجحة لتكون دولتنا دائماً في مقدمة الناجحين”.
جاء ذلك بمناسبة استقبال سموه فريق دولة الإمارات المشارك في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي “فرست جلوبال” والتي تنظمها في دبي للمرة الأولى خارج الأمريكتين “مؤسسة دبي للمستقبل” بمشاركة 1500 متنافس من الهواة وطلاب المدارس حول العالم يمثلون 191 دولة في الحدث الأكبر من نوعه في هذا المجال والذي يحظى باهتمام دولي رفيع المستوى وتتمحور دورته الحالية على تحدي بيئي بالغ الأهمية “حماية المحيطات” بهدف إشراك الجيل الصاعد في التفكير لإيجاد حلول ذكية من شأنها الحفاظ على البيئة بتوظيف تقنيات الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
وأعرب سمو ولي عهد دبي عن إعجابه بما حققه أعضاء الفريق من تميز علمي وصولاً إلى اختيارهم لتمثيل دولة الإمارات في هذا الحدث العالمي الذي يضم مشاركات من مختلف انحاء العالم، مؤكدا سموه أهمية دور الأسرة والمدرسة في تحفيز الطلبة والطالبات في مختلف المراحل التعليمية على إعمال الفكر والتعلم بهدف التميز في الحياة ألا يكون التعليم فقط هدفه الحصول على شهادة علمية، بما يوجبه ذلك من تفاعل مستمر بين أولياء الأمور والقائمين على العملية التعليمية والتربوية في المدارس بهدف تكامل الأدوار ضمن نسق عام يكفل تخريج أجيال محبة للعلم وشغوفة بالمعرفة.
وتعرّف سموه من أعضاء الفريق على تفاصيل المشروع المشاركين به في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي والأسباب التي شجعتهم على الاهتمام بهذا المجال والسبل التي سلكوها لاستقاء المعلومات التي تعينهم على النجاح فيه، مؤكداً سموه أنهم بتميزهم الدراسي وشغفهم بالعلوم المتطورة يقدمون القدوة والنموذج للأجيال الجديدة ليس فقط في دولة الإمارات ولكن على مستوى المنطقة بصورة عامة نظراً لأهمية المجال الذي اختاروا أن يبرعوا فيه كونه من أكثر المجالات ارتباطاً بالمستقبل.
وتمنّى سموه للفريق كل التوفيق في مهمته الكبيرة ضمن منافسات البطولة العالمية التي ستنطلق أعمالها في دبي يوم الرابع والعشرين من شهر أكتوبر الجاري وتستمر حتى السابع والعشرين من الشهر ذاته، وأعرب سموه لهم عن خالص أمنياته بمزيد من التميز والنجاح في دراستهم وصولاً إلى أرفع المراتب العلمية لشغل المواقع المؤثرة التي سيشاركون من خلالها في صنع المستقبل.
وقد أعرب أعضاء الفريق الإماراتي والمشرفون على مشاركتهم في بطولة “فرست جلوبال” وكذلك الأطقم التعليمية القائمة على مسيرتهم الدراسية عن بالغ الشكر والعرفان لسمو ولي عهد دبي لحرصه على استقبال الفريق وما أبداه سموه من تشجيع كان له بالغ الأثر في نفوس هؤلاء العلماء الناشئين، مؤكدين أن الاهتمام الذي يحظى به العلم والتعليم في دبي ودولة الإمارات عموماً يبرهن على أن صناعة المستقبل تبدأ من هذه الأرض الطيبة التي تحرص قيادتها الرشيدة على منح كافة أشكال الدعم والتشجيع والتحفيز لكل من يجتهد في التحصيل المعرفي والتميز في دروب العلم على تنوعها.
ويضم الفريق الإماراتي سبعة من طلاب المدارس الثانوية في الدولة يشملون فتاتين من مدرسة دبا الفجيرة للتعليم الثانوي وهما شوق سعيد الظنحاني، وشيخة علي الصريدي، خمسة فتيان من مدرسة راشد بن سعيد للتعليم الثانوي في حتا، وهم: حمد سعيد، وعبدالله جودت وعبدالرحمن عبدالله، وغازي سالم، ومحمد ياسر.