استعرض الخبراء المشاركون في اللقاء السنوي الأول لصندوق حي دبي للمستقبل الذي انعقدت فعالياته في “متحف المستقبل” برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، الفرص المستقبلية الواعدة في مجال الاستثمار في الشركات الناشئة وريادة الأعمال في دبي ودولة الإمارات.
وقال سعادة خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، خلال كلمته الرئيسية إن القيادة في دولة الإمارات تؤمن بفرص المستقبل وتوظيف التحولات الحالية والمقبلة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتكنولوجية وتبني أحدث التقنيات المتقدمة والممارسات المبتكرة في تحقيق استراتيجياتها المستقبلية.
وأضاف: يشكل التكامل بين جهود القطاعين الحكومي والخاص ركيزة مهمة في دعم ريادة الأعمال وتشجيع الشركات الناشئة والمشاريع الواعدة وتوفير الدعم الاستثماري المطلوب لها لتطوير منتجات وخدمات مبتكرة تخدم المجتمعات وتدعم مسيرة التنمية الاقتصادية والشاملة، مشيراً أيضاً إلى أهمية التعاون مع كافة الجهات والقطاعات ومجالات الأعمال لتعزيز قدرات وإمكانات البيئة الحيوية الداعمة لريادة الأعمال وابتكارات التكنولوجيا وفرص الاقتصاد الرقمي انطلاقاً من دبي.
مستقبل الاستثمار
وشارك كريستيان كونز الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والابتكار والمشاريع في سلطة مركز دبي المالي العالمي، وفادي غندور الرئيس التنفيذي لشركة ومضة كابيتال، ومحمد شايل السعدي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لحماية المستهلك والتجارة العادلة، في جلسة نقاشية بعنوان “تعزيز الاقتصاد المحلي” أكدوا خلالها على أهمية الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، وتمكين قطاعات الأعمال، وتوفير التسهيلات للمستثمرين، بالإضافة إلى توفير الأطر التنظيمية الداعمة لضمان استدامة النمو للمستقبل.
وقال محمد السعدي إن القطاع الحكومي في دبي يصغي باهتمام إلى كل الاقتراحات والأفكار ويسرّع تطبيق المجدي منها مع مواصلة تطويرها باستمرار، وهو ما يواكب الحقبة الجديدة من الأعمال وينظمها بمرونة عالية غير مسبوقة تسهّل عمل القطاع الخاص.
وأكد السعدي أن حلول تأسيس الأعمال المرنة مثل التملك بنسبة 100%، ونظام الإقامة المحدّث، بما يضمه من خيارات كالإقامة الذهبية والخضراء وغيرها هي نتائج مباشرة لهذا الاستماع وتلبية متطلبات أصحاب المصلحة. وأشار السعدي إلى أن حماية المستهلك تدعم ثقته وتحقق استدامة نمو الاقتصاد والأعمال وتنعكس إيجاباً على تطور مختلف القطاعات الاقتصادية وتشجع المستثمرين على تمويلها.
ومن جهته قال فادي غندور إن البيئة التنظيمية الأنجح للمشاريع الناشئة وريادة الأعمال هي التي تضمن التسهيلات الأوسع والحرية الأكبر لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع لتسريع وتسهيل استقطابهم وجذبهم وتمكينهم من الانطلاق في أعمالهم، وهو ما يتحقق بوجود حوارات أعمق بين القطاعات الحكومية والمستثمرين وأصحاب الأفكار الواعدة، مبيناً أن دبي حققت إنجازات قياسية في هذا المجال واستقطبت المشاريع الناشئة والمواهب العالمية كوجهة مرغوبة للعيش والعمل والفرص والنجاح.
وأكد فادي غندور أن حجم النمو الذي حققته دبي بعد جائحة كوفيد-19 هائل كمدينة عالمية لريادة الأعمال، قائلاً: “ما تعد به القيادة في دبي يتحقق” لافتاً إلى أن “صندوق حي دبي للمستقبل” هو نتاج هذا التوجّه المستقبلي الطموح.
بدوره قال كريستيان كونز خلال الجلسة: “ينمو قطاع الاقتصاد الرقمي في دبي ودولة الإمارات بشكل متواصل، حيث زاد عدد العاملين في قطاع الاقتصاد الرقمي خلال خمس سنوات في دبي بواقع 5000 متخصص، وهذا مؤشر نوعي.”
وأضاف: “نحن حريصون على تطوير منظور المخاطر الاستثمارية كعملية مستمرة تضمن على المدى البعيد استدامة النمو،” لافتاً إلى أهمية الاستثمار الجريء في مشاريع لم تحقق بعد حضوراً دولياً، داعياً إلى تعزيز تمكين رواد الأعمال والمشاريع الناشئة وتسهيل الوصول إليهم من خلال الفعاليات التي توسّع شبكة علاقاتهم وداعميهم، كما في اللقاء السنوي لصندوق حي دبي للمستقبل.
نظرة عامة
وخلال كلمة رئيسية ضمن أعمال اللقاء، أكد شريف البدوي الرئيس التنفيذي لصندوق حي دبي للمستقبل، أن دبي تمتلك الكثير من قصص النجاح الملهمة في مختلف مجالات وتخصصات اقتصاد المستقبل، مؤكداً أهمية دور الدعم المستمر من القيادة الرشيدة والتي ساهمت بتنمية قطاع الاستثمار في المستقبل وتوفير فرص التمويل لفرصه الواعدة.
وقال البدوي: “المنطقة على أعتاب مرحلة نمو جديدة بالاستفادة من المشاريع الناشئة وريادة الأعمال في قطاع التكنولوجيا والتمويل الاستثماري الجريء وفق رؤية البناء من أجل اقتصاد المستقبل وتقدّم الإنسانية. ونحن في دبي في أفضل مكان للعمل والعيش وتحقيق تلك الرؤية، بما توفره من فرص الاستثمار المباشر لسد فجوة التمويل للمشاريع الناشئة الواعدة التي ما زالت في البدايات،” موضحاً أن صندوق حي دبي للمستقبل هو أول مؤسسة تمويل جريء من نوعها في المنطقة من حيث دعم مشاريع التكنولوجيا المتقدمة في مراحلها المبكرة جداً بالاستفادة من منظومة حيوية قائمة على الابتكار وبنية اقتصادية رقمية متقدمة في دبي.
وأكد البدوي أن الصندوق حقق حضوراً نوعياً في فترة قصيرة جداً بدءاً من دولة الإمارات إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع طموحات لتحقيق عوائد تجارية تبلغ من 3 إلى 5 أضعاف الاستثمارات في فترات تتراوح بين 10 و15 عاماً.
تسريع الابتكار التكنولوجي
وضمنت فعاليات اللقاء أيضاَ جلسة نقاشية حول تعزيز الابتكار في التكنولوجيا بدبي، استضافت كلاً من سارة الكندي، رئيس قسم الأسهم الخاصة في أوروبا وآسيا بجهاز الإمارات للاستثمار، وسارة الصالح، شريك الاستثمار في “أوتلايرز في سي”، ومحمود عدي، الشريك المؤسس في “شروق بارتنرز”، وأدارها محمد البلوشي، مدير مركز “إنوفيشن هب” و”فنتك هيف” بمركز دبي المالي العالمي.
وقالت سارة الكندي: “يقدم الابتكار في الرعاية الصحية وتحوّل الطاقة فرصاً واعدة لاستثمارات المستقبل، لما لها من تأثير إيجابي مباشر وهائل على حياة الإنسان في الدولة والمنطقة والعالم، خاصة مع الاستفادة الفاعلة من تطبيقات ومنتجات الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد وتحليل البيانات وغيرها من التقنيات المستقبلية المحورية، التي تضاعف سرعات الابتكار في مختلف قطاعات الحياة وتطور التفكير الاستباقي ليس للأفراد فقط بل للمجتمعات والحكومات أيضاً وصولاً إلى مبدأ الحكومة الذكية.”
ولفتت سارة الصالح إلى أن: “المرونة ستضمن بقاء المشاريع والتمويلات الأكثر تكيفاً في قطاعات التكنولوجيا والمشاريع الناشئة المرتبطة بها عالمياً. ومن المهم تسليط الضوء على التقنيات الصاعدة مثل الذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا الرقمية والأمن السيبراني. ولدينا فرص عديدة واعدة بأن نكون في هذه المنطقة مبتكرين للتكنولوجيا ومستثمرين في قطاع التجزئة والاستثمار القائمة على الاستدامة، بالاستفادة من أدوات الاقتصاد الرقمي والاستراتيجيات الواعية لتمويل مشاريع وشركات التكنولوجيا التي تنطلق منها.”
وقال محمود عدي: “قطاع التمويل الجريء للمشاريع الناشئة فيه فرص استثنائية اليوم لجذب استثمارات محلية وإقليمية وتعزيز دور القطاعين التنظيمي والمالي في الاستفادة من هذه الفرص. وهناك دائماً آفاق واعدة في المنطقة للأفكار والشركات ذات القيمة المستقبلية.” مؤكداً أن زيادة الإنتاجية البشرية ستكون نتيجة مباشرة للتكنولوجيا مستقبلاً من خلال توسيع نطاقات التقنيات المالية والرقمية لخدمة قطاعات أكبر وأوسع من المستفيدين، وتعزيز القيمة للجميع، مبيناً أن استقطاب المواهب في دبي ودولة الإمارات هو في أفضل مستوياته اليوم لما يتوفر هنا من مقومات داعمة لمختلف مراحل التأسيس والنمو والنجاح.