أكدت تاريا هالونين رئيسة فنلندا سابقاً أن تأثير التحديات العالمية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” لا يقتصر على قطاع الصحة فحسب، بل تنعكس نتائجه بشكل واضح على جودة حياة المجتمعات في العالم وطبيعة العلاقات الأسرية والمجتمعية والمهنية، ما يتطلب تعزيز التعاون لدراسة التغيرات وإعداد خطط مستقبلية لمواكبتها.
جاء ذلك، خلال مشاركة هالونين في جلسة بعنوان “التأثيرات الاجتماعية لـ (كوفيد-19) والتعلم مدى الحياة” التي نظمتها أكاديمية دبي للمستقبل ضمن سلسلة الرواد الرمضانية، وأدارها البروفيسور ماركو ويلينيوس من أكاديمية دبي للمستقبل بحضور أكثر من 150 شخصا من دولة الإمارات والعالم.
وركزت الجلسة التفاعلية على أهمية التعاون العالمي بين كافة الدول والحكومات والمجتمعات لمواجهة تحديات “كوفيد-19” انطلاقاً من مسؤوليتها المشتركة بدراسة تأثيرات هذه الأزمة في المرحلة المقبلة وأهمية بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة، وسلطت الضوء على أهمية تعزيز مفهوم التعلم مدى الحياة واعلى الدور المهم لكبار السن في مجتمعاتنا.
تغيرات طارئة ودروس لأجيال المستقبل
وقالت تاريا هالونين إن فيروس “كوفيد-19” فرض تغييرات طارئة وكبيرة لم يكن العالم مستعداً لها بالشكل الأمثل وستختبر هذه التغيرات متانة المنظومات الصحية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية التي تم إنشاؤها خلال السنوات والعقود الماضية، مشيرة إلى التوجهات الجديدة التي يشهدها قطاع التعليم التي فرضت على المدارس والجامعات الانتقال إلى “التعليم عن بعد” كحل فوري لهذه التحديات.
وتطرقت إلى مجموعة من التحديات المرتبطة بالعيش في المدن الكبيرة أو المناطق الريفية وخاصة من حيث مستوى وجودة الخدمات الصحية والتماسك المجتمعي والعادات الثقافية. وقالت إن هذه الجائحة ستعلم أجيال الحاضر الكثير من الدروس القيمة وستعزز قدرتهم على التعامل مع المستقبل والتعايش مع الواقع الجديد الذي سنشهده خلال السنوات المقبلة على مختلف الأصعدة والذي سيغير ملامح مسيرة التنمية المستدامة على مستوى العالم، ويجب على الجميع بذل جهود أكبر لضمان توفير مستقبل أفضل لأطفالهم.
وأكدت أن التاريخ علم البشرية أن مسيرة العطاء والتطور لا يمكن أن تتوقف مهما كانت المصاعب، فالأولوية ستبقى للمستقبل مع الحفاظ على القيم المجتمعية المرتبطة بالتوازن في الاهتمام بأفراد المجتمع مهما كانت أعمارهم، مشددة على أهمية الاحترام والتعاون المتبادل بين المجتمعات والشعوب حول العالم ومواصلة العمل الإيجابي لإحداث قفزات حضارية وإنسانية.
خلفان بلهول: آلية عالمية مشتركة لتصميم وصناعة المستقبل
من جهته، قال خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل خلال مشاركته في الجلسة إن التحديات الصحية العالمية أكدت أهمية وضرورة تعاون مجتمعات العالم لإيجاد آلية مشتركة بنظرة إيجابية ورؤية تفاؤلية لتصميم وصناعة المستقبل، وأن تبادل الخبرات والمعارف بين الخبراء والمراكز البحثية من مختلف دول العالم يؤسس هيكلية متكاملة لدفع الجهود العالمية في مواجهة “كوفيد-19”.
يُذكر أن تاريا هالونن كانت أول امرأة تشغل منصب الرئيس في فنلندا خلال الفترة (2000-2012)، بعد أن شغلت منصب وزيرة الخارجية (1995-2000) ووزيرة العدل (1990-1991)، وهي حائزة على شهادة القانون من جامعة هيلسنكي عام 1968.
سلسلة الرواد الرمضانية
وتهدف النسخة السنوية الثالثة لسلسلة الرواد الرمضانية التي تعقد عن بعد باستخدام أنظمة الاتصال عبر الإنترنت، إلى إتاحة فرصة للمشاركين للتعرف على الرؤى المستقبلية لتأثيرات “كوفيد 19” على القطاعات الحيوية في الإمارات والمنطقة والعالم، وأهم الدروس التي ينبغي التعلم منها، وكيفية الاستفادة من الفرص المقبلة.