أكد خبراء التخطيط الاستراتيجي وتصميم السياسات الذين يشاركون في “منتدى دبي للمستقبل 2023″، أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل، أن تطوير الاستراتيجيات والسياسات المستقبلية الناجحة وتمكين المجتمعات بكافة فئاتها وشرائحها يتطلب توفير حلول مناسبة لاحتياجاتها، وتحسين الأنظمة التي تعتمد عليها، وحمايتها من المخاطر، وتعزيز قدرتها على مواجهة الأزمات،وتحسين الإمكانات الفردية والجماعية لتحقيق النمو والازدهار وجودة الحياة.
ونوّه المتحدثون في جلسات اليوم الأول من المنتدى ضمن محور “تمكين الأجيال القادمة” أن تطبيق مبادئ الاستباقية واستشراف الاحتياجات وتلبية الطموحات وشمول كافة فئات المجتمع في مسارات التخطيط والتنفيذ المؤدية للتنمية المتوازنة والشاملة هو المسار الأسرع لبناء مجتمعات المستقبل المزدهرة الدامجة لكل شرائحها.
وبحثت جلسات محور تمكين الأجيال القادمة في اليوم الأول من منتدى دبي للمستقبل 2023 “دور الاستشراف الاستراتيجي في تطوير سياسات مستقبلية متوازنة”، و”ما هي الواجبات تجاه الأجيال القادمة؟”، و”المعنى الحقيق للمستقبل الإيجابي “، و”تطوير أدوات الاستشراف لتصميم مستقبل الأجيال”.
نورهان بدر الدين: مشاركة الأجيال في صنع القرار يساعدنا على تحقيق مستقبل إيجابي
وحول دور الاستشراف الاستراتيجي في تطوير سياسات مستقبلية متوازنة، أكدت نورهان بدر الدين، عضو برنامج زمالة الشباب في منظمة “اليونيسف” للطفولة، أن “الأطفال والشباب لطالما شكلوا قوة دافعة للتغيير، ومن الطبيعي أن يشاركوا بشكل عميق، في عملية تصور مستقبلهم”.
وقالت: “وجود الأجيال المقبلة في عملية صنع القرار، واستشراف الرؤى يساعدنا على توقع مستقبل العالم، وكيفية إحداث التغيير الإيجابي”.
وأضافت بدرالدين: “يحق للأجيال أن تكون جزءا من جميع النقاشات المتعلقة بمستقبلهم، وأن نوفر لهم الدعم اللازم لتمكينهم ومساعدتهم على تنمية وتطوير مواهبهم وقدراتهم، ليكونوا فاعلين ويحققوا المستقبل الذي يريدونه، في عالم سريع التغير”.
كارثيك راماكريشنان: بناء جسور الثقة مع أجيال المستقبل ضرورة
بدوره أكد الدكتور كارثيك راماكريشنان، رئيس مبادرة كاليفورنيا 100 والأستاذ بجامعة كاليفورنيا، أهمية العمل على بناء جسور الثقة مع أجيال المستقبل، مشيراً إلى “أن الوقت حان لتطوير السياسات المستقبلية الناجحة، بهدف تمكين وتشجيع الأجيال الحالية في مختلف المجتمعات على مشاركة أفكارهم ورؤيتهم مع أصحاب القرار للوصول إلى مستقبل مزدهر”.
رادا ميستري: الابتكار يساعد الأجيال القادمة على إيجاد الحلول
وفي جلسة بعنوان “ما هو واجبنا تجاه الأجيال القادمة”، قالت رادا ميستري من “آروب” إن الورش التدريبية والأساليب المبتكرة التي تركز على الإنسان تساعد الأفراد والأجيال القادمة على استشراف ما قد ينتظرهم في المستقبل وإيجاد الحلول لمشكلاتهم.
ماسي سيو: الفنون تساعدنا على إيجاد الحلول الاستباقية
وأشارت ماسي سيو من فروم لايتر، إلى أهمية الفنون في المساعدة على تصور المستقبل وما يمكن أن يحمله ، قائلةً إنها بما تشمله من إبداع وخيال تساعدنا على تغيير وجهة نظرنا عن المستقبل، مؤكدةً أن الفنون، ومن خلال التأمل التفكير البعيد المدى والأحاسيس تساعدنا على إيجاد الحلول المناسبة للتحديات الشخصية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.
أليشا باغات: المستقبل الواعد يعني اتخاذ إجراءات عملية لتصميمه وبناء مقوماته
وخلال جلسة بعنوان”ما هو المعنى الحقيقي لمستقبل إيجابي؟”، قالت أليشا باغات، خبيرة المستقبل والاستراتيجية في «منتدى من أجل المستقبل»، إن المستقبل الواعد يعني اتخاذ إجراءات عملية لتصميمه وبناء مقوماته، محذرةً من العواقب التي قد تترتب على عدم التخطيط للمستقبل.
إيلا سالتمارش: تصميم مستقبل إيجابي يتطلب فهم الفرص والإمكانات
بدورها، قالت إيلا سالتمارش، رائدة الأعمال في المجال البيئي من مبادرة “لونج تايم بروجكت”، إن المسألة الأساسية في تصميم مستقبل إيجابي تتمثل في أن نفهم بشكل معمق كيفية ومسارات الفرص والإمكانات، لافتة إلى أننا إن أدركنا ذلك وعرفنا قدراتنا سنحقق غاياتنا، مؤكدة أن التخطيط السليم المبنى على المعطيات يساعد صناع القرار على وضع السيناريوهات والاحتمالات للأمور غير المنظورة، وبالتالي اتخاذ خطوات تضمن الوصول إلى المستقبل الإيجابي المنشود.
براتيكشا سينغ: استشراف المستقبل يحتاج أدوات متنوعة تجمع بين التعليم والتمكين
وفي ختام جلسات محور تمكين الأجيال القادمة، والتي جاءت بعنوان “تطوير أدوات الاستشراف لتصميم مستقبل الأجيال”، أكدت براتيكشا سينغ من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن استشراف المستقبل يحتاج إلى أدوات متنوعة تجمع بين التعليم والتدريب والتمكين والبنى التحتية الأساسية الداعمة للتنمية، داعية إلى الربط بين التنمية وأدوات تصميم المستقبل لتطوير قدرات أجيال المستقبل وفتح آفاق جديدة أمامها.
فن سترفنز: التكنولوجيا عنصر أساسي ضمن منظومة أدوات تصميم المستقبل بدوره قال فن سترفنز، من شركة فيوتشرال، إن التكنولوجيا عنصر أساسي ضمن منظومة أدوات تصميم المستقبل، نظراً لدورها في سد الفجوة بين المجتمعات والشرائح المختلفة، مؤكداً أن أجيال المستقبل ستكون أقدر على تصميمه على النحو الذي يوائمها إذا ما توفرت لها قدرات وإمكانات تعزز مهاراتهم في هذا المجال.