تخطى الى المحتوى
EN

العالم يعاني من نقص عدد العلماء … والمستقبل يتطلب المزيد

مرر للأسفل لنشر المحتوى

أكد خبراء مشاركون في “منتدى دبي للمستقبل 2023″، أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل، أن المستقبل يحمل فرصاً غير مسبوقة للتقدم الإنساني من خلال بناء مجتمعات قائمة على العلم والمعرفة والمعلومات والبيانات التي يتم توظيفها بشكل جماعي لخدمة الإنسان والارتقاء بجودة حياته، وأن مبدأ الأطفال العلماء سيصبح أقرب مستقبلاً فيما توفر التكنولوجيا الفرصة للجميع للاستفادة من الابتكار والتطور العلمي والمساهمة فيه.

ويرلي: نحتاج مزيداً من العلماء مستقبلاً وهي حاجة ملحّة

وفي جلسة تفاعلية بعنوان “التحول العلمي والمعرفي لدى مجتمعات المستقبل”، عرض  ويرلي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “سترينج ووركس”، سلسلة من الأرقام التي تؤثر على حاضر المجتمعات البشرية بما في ذلك ارتفاع استهلاك الكهرباء عالمياً بنسبة 1.1% عام 2022 مقارنة مع عام 2021 بواقع 604 إكساجول، وزيادة انبعاثات الكربون بواقع 50% منذ عصر الثورة الصناعية، وإنتاج 33.6 جيجاطن من انبعاثات الكربون الناجمة عن الطاقة، فيما تأتي نسبة 24% من الانبعاثات من الزراعة، وهو ما يهدد 1 مليون نوع حيوي بالانقراض، لافتاً إلى أن فرص حدوث وباء في المستقبل يشبه جائحة كوفيد-19 الذي تسبب بخسائر بواقع 8.2 تريليون دولار هي بنسبة 38%، وأن أي وباء جديد يحصل في عام 2024 مثلاً سيرفع كلفة الرعاية الصحية عالمياً بواقع 1 تريليون دولار، في وقت يصاب به شخص من كل 6 أشخاص بأحد أنواع السرطانات.

واستنتج ويرلي أن العالم بحاجة في مواجهة كل هذه التحديات إلى مزيد من العلماء، خاصة وأن العدد الحالي للعلماء والباحثين لا تتجاوز نسبته 0.1% من عدد سكان العالم، مشبّهاً ذلك بالمساحة التي يغطيها مفتاح الباب على رقعة ملعب لكرة قدم.

وقال ويرلي: “الأطفال سيكونون علماء الحاضر والمستقبل، بفضل قدرتهم الفطرية على التعامل مع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ولغات البرمجة الطبيعية التي لن تحتاج قريباً إلى الرموز بل ستستجيب ببساطة للأوامر الصوتية.”

وتوقع ويرلي أنه وخلال السنوات العشر المقبلة سيتغير كل شيء في مجال التكنولوجيا ويتجاوز ما قبله من التكنولوجيا التي استغرقت 60 أو 70 سنة من التطوير.

وعرض ويرلي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “سترينج ووركس”، لخطورة الأزمات التي تواجهها الإنسانية والتي تم وراثتها من مراحل سابقة، مشيراً إلى أهمية التنبه إلى نقاط الضعف في المشهد على الكرة الأرضية خصوصاً، قلة العلماء، وتراجع آليات صناعة هؤلاء العلماء، وقد ثبت هذا الأمر حين واجهت الإنسانية وباء كورونا، بما تركه من تأثيرات حادة على مجمل الحياة الإنسانية.

وأضاف:”لا بد من إعادة برمجة الحياة الإنسانية، واسترداد قدرتنا على صياغة المستقبل، من خلال الابتكار والابداع، وعلينا التحرك فوراً للتعامل مع هذا الوضع الذي يؤكد أن المستقبل سيكون صعباً جداً على كافة المستويات”.

فيما أجمع المتحاورون في الجلسة الحوارية التي انعقدت في اليوم الثاني من المنتدى وحملت سؤالاً كبيراً هو “ماذا يحمل لنا المستقبل؟” على أهمية الاستفادة من بنك المعلومات الأزلي الذي توفره الكرة الأرضية وبيئاتها الحيوية لتصميم المستقبل المرن والمستدام الذي تتطلع إليه المجتمعات الإنسانية، وهو ما أصبح أقرب من أي وقت بفضل التقدم العلمي وتوسع نطاقات انتشاره بالاستفادة من الإنترنت والرقمنة.

مارك باكلي: أكثر من ثلث الغذاء المزروع يتم هدره وأكثر من 50 بالمائة من الغذاء المنتج لا يصل إلى العائلات والأفراد

وقال البروفيسور مارك باكلي، خبير استشراف المستقبل الصحي والمستدام، بموسسة ألوهاس ريجينريتف، إن المستقبل يحمل تحديات كبيرة، والتعامل مع هذه التحديات، بحاجة إلى عمل جماعي، وعلى أساس نهج تكاملي، وتجنب أي نهج لا يقوم على التعاون مع الدول والشعوب الثانية، كون الملفات الضاغطة على البشرية، مشتركة وتؤثر على كل البشر، ولا تنفرد بتأثيراها على شعب أو دول، دون غيرهما من دول وشعوب”.

وأضاف باكلي:”أكثر من ثلث الغذاء المزروع يتم هدره، خلال عمليات الزراعة، أو خلال بقية العمليات الزراعية والشحن وغير ذلك، وحتى بعد توزيعه في الأسواق، وأكثر من 50 بالمائة من الغذاء المنتج لا يصل إلى العائلات والأفراد، هذا على الرغم من أن الاقتصاد الزراعي مثلا تصل قيمته إلى أكثر من عشرين تريليون دولار ومعها 5 تريلون اقتصادات ظل مرتبطة بالزراعة، وعلينا أن نقف مطولا عند كلفة الخسائر الاقتصادية، والغذائية، والصحية والإنسانية، بما يجعل هذا الملف من الملفات المهمة، مع ربطها بملفات المناخ، والتحديات على صعيدها، وتحديات الطاقة”.

كريستين جولد: يجب فعل المزيد لتمويل الشركات الصغيرة الناشئة التي قد تقدم حلولا مبتكرة حول المستقبل

بدورها قالت كريستين جولد، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ثوت فور فود”، إن البشرية يجب أن تتعامل مع الأزمات بجدية، حيث تواجه البشرية أخطر الأزمات على الحياة، خصوصاً، فيما يخص ملف الغذاء،ـ الذي يتعرض إلى مهددات، مثلما أن كل الأنظمة الاقتصادية باتت مهددة أيضاً كونها ترتبط بالزراعة بشكل أو آخر، ضمن حلقات الحياة اليومية وتأثيراتها الممتدة.

وأضافت..” لقد آن الأوان أن يقف العالم موحداً، من خلال التركيز على الابتكار والاستثمار، والبحث عن حلول للأزمات القائمة، إضافة إلى مراجعة تفاصيل الواقع الحالي، وإلى أين سيأخذنا جميعاً، ومن المؤسف هنا أن يقال أن هناك عمليات تأخير لتمويل الشركات الصغيرة الناشئة التي قد تقدم حلولا مبتكرة حول المستقبل، في كافة القطاعات، بما يفرض أن يدرك العالم منسوب الخطورة القائمة، ويبادر على تبني خطوات جذرية جديدة”.

أسمهان الوافي: بحاجة لنظم جديدة من أجل معالجة النظم الفاشلة القائمة حالياً

من جهتها قالت الدكتورة أسمهان الوافي، المدير التنفيذي للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية، إن الإنسانية مأزومة اليوم بشكل كبير، وذلك لاعتبارات مختلفة، من بينها زيادة عدد السكان، والفجوة في منتجات الغذاء، وطرق الاستهلاك، واستنزاف الموارد على الكرة الأرضية، وعدم عدالة توزيع هذه الموارد، ولا المنتجات بما فيها الغذاء الذي لا يصل إلى كل البشر، بل ويتم هدر جزء كبير منه، بعد انتاجه، أو بيعه، أو استهلاكه في البيوت.

واضافت..”نحن بحاجة لنظم جديدة، من أجل معالجة النظم الفاشلة القائمة حالياً، بخصوص أنظمة الزراعة، أو الغذاء، وغير ذلك، وعلينا أن نتوقف مطولا عند رقم 783 مليون انسان جائع في هذه الكرة الأرضية، ونحن هنا أمام 783 حالة فشل يومية، كلنا شركاء فيها، هذا غير حالات الجوع الجزئي، وغير ذلك من تصنيفات معتمدة، وما يمكن أن أقوله هنا أن الأنظمة الحالية خذلتنا ولا بد من وقفة مراجعة أمام مستويات الأزمة التي وصلنا إليها جميعاً”.

شارك