أكد خبراء في مجال إعادة تصور الطبيعة في “منتدى دبي للمستقبل 2023” على أهمية الابتكار في قطاع الزراعة والغذاء وتعزيز الحياد الكربوني لضمان أمن الغذاء، مع الاستفادة من خبرات أجيال الماضي.
وأكدتكريستين غولد، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ثوت فور فود”، أهمية صناعات الأغذية الزراعية التي تعتمد على تقنيات إنتاج الغذاء، التقليدية منها والأكثر ابتكاراً، لافتةً إلى أن الزراعة الدقيقة والزراعة العمودية والبروتينات البديلة كلها أمثلة على الابتكار في هذا القطاع، موضحةً أنها تضمن التحكم في العديد من متغيرات الإنتاج، وتقلل المدخلات المستهلكة وتسمح بالتحكم في مسببات أمراض المحاصيل الزراعية.
أساس الزراعة
بدورها، قالتنيثيا ليلى، مؤسسة “أي سيد إكستشينج”، “البذور هي الوحدة الحيوية الأساسية في الزراعة، وهي أيضًا أساس الأمن الغذائي والحفاظ على التنوع البيولوجي. وهي أيضًا وسيلة لتوصيل التكنولوجيات الجديدة وخدمات الدعم إلى المناطق الريفية. يعد نظام البذور أحد أهم مكونات النظام الزراعي والذي يعد عنصرا هاما في استراتيجيات التنمية الزراعية والحد من الفقر. واليوم يتم فهم أهمية البذور عالية الجودة، ومع التحسينات المؤسسية والتكنولوجية في قطاعات البذور، يمكن استخدام البذور عالية الجودة كحل للأمن الغذائي بالإضافة إلى الاكتفاء الذاتي الغذائي.”
ريادة تكنولوجيا الغذاء
من جانبه أكد أحمد الشيباني، رئيس مشروع “وادي تكنولوجيا الغذاء” العمل في المشروع الريادي المتواجد في قلب دبي على توحيد المنظومة الحيوية في مكان واحد من خلال بنية تحتية من الدرجة الأولى ودعم الأعمال والبرامج المجتمعية لتمكين المزارعين والأكاديميين وأصحاب الأعمال من تعزيز الابتكار والأمن الغذائي وريادة الإنتاج الغذائي المستدام الذي سيعيد تصور الطريقة التي ينتج بها العالم الغذاء ويستهلكه”.
الغذاء من ثلاجة المختبر
من جهته، قال بروس فريدريش، رئيس ومؤسس معهد الغذاء الجيد: “اللحوم المصنّعة مخبرياً أمامها طريق طويل قبل أن يصبح من الصعب تمييزها عن اللحوم التقليدية، فيما يعمل العلماء على تخطي عقبات علمية شائكة لإنتاج تلك الأغذية المصنعة على نحو واسع.”
وقالت جولين لوم، مؤسسة شركة “نوراسا” إن سنغافورة أصبحت في ديسمبر 2020 الدولة الأولى التي تمنح الموافقة التنظيمية للبيع التجاري للحوم المنتجة في المختبر، معددة العوامل الكامنة وراء توجه سنغافورة نحو البروتينات البديلة، بما في ذلك مساحتها، واقتصار 1% فقط من أراضيها فقط على إنتاج الغذاء، واستيرادها أكثر من 90% من غذائها، فيما تهدف إلى إنتاج 30% من الغذاء في البلاد بحلول عام 2030.
وأكديوليوس ليندساي، مدير المجتمعات المستدامة في مؤسسة ديفيد سوزوكي، إن تحقيق صافي انبعاثات صفرية للزراعة يشكل تحدياً كبيراً، حيث أن انبعاثات غازات الدفيئة الزراعية تأتي من غاز الميثان وأكسيد النيتروس، ولكل من هذين الغازين قدرة أكبر بكثير على زيادة الاحتباس الحراري على نطاقات زمنية أقصر من تلك التي يستغرقها ثاني أكسيد الكربون.
شرح الحياد الصفري
من جهته شرح أندرو ميري، من مؤسسة بلانيثون، الحياد الصفري بكونه مزيجاً من تخفيض الانبعاثات والتعويض عنها ولجوء الدول والشركات لإزالة الانبعاثات من الجو عبر التكنولوجيا، وزراعة الأشجار وتعزيز الغطاء النباتي تشكل معاً المفهوم الحديث للاقتصاد الكربوني، وهو يعني ببساطة احتجاز الكربون المنبعث من الأنشطة الصناعية، وتخزينه وإعادة استخدامه. وبالتالي يصبح الحاصل النهائي بين الكربون المنبعث والكربون الذي تتم إزالته من الأجواء صفراً”.
بدورها قالت، أليس روهيزا، من الصندوق العالمي للطبيعة، إن هناك حاجة لتسليط الضوء على طبيعة المشكلة العابرة للحدود وأوجه عدم المساواة المتأصلة في سلسلة قيمة البلاستيك الحالية والتي تضع بعض الدول في وضع صعب بيئياً وتنموياً بغض النظر عن الإجراءات التي تتخذها.
أنسنة الطاقة
أما سارة مكارتني، من “باسيفيك أوشن كوميونيتي” فدعت إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بنسبة 90 بالمائة على الأقل، مع التركيز على الانتقال من الطاقة الأحفورية إلى الطاقة النظيفة لتحقيق هذا الهدف، مؤكدة أهمية التركيز “أنسنة الطاقة” لإيجاد حلول للطاقة النظيفة للمستقبل.
وأكدت سامانثا ماترز، من مؤسسة فيوتشر آنسستورز، على أهمية الاعتماد على الموارد الطبيعية المتجددة والعمليات الطبيعة لتجديد نفسها عبر تقنيات مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح واستخدام التوربينات لتحويلها إلى طاقة كهربائية، والاستفادة أيضاً من الطاقة الحرارية من الأرض والتي يمكن استخدامها لتوليد الكهرباء أو تدفئة المباني وغيرها من الموارد”.
حُماة البيئة
بدوره أكد الدكتور إيرويرا تريرا، من “ماروي فيوتشر ميكرز”، إن المجتمعات القبلية غنى عنها في الحفاظ على النظم البيئية في جميع أنحاء العالم. ولها الفضل في صون الموائل الطبيعية وتعزيز الحفاظ عليها من خلال الممارسات المستدامة في الزراعة وصيد الأسماك والتعايش مع الحياة البرية، داعياً إلى مساندة تلك المجتمعات في الحفاظ على سبل عيشها والنظم البيئية التي ساعدت في الحفاظ عليها لفترة طويلة، بما يعزز دورها المحوري في حماية البيئة.