استعرضت الدكتورة أنجيلا ويلكنسون، الأمين العام والرئيس التنفيذي لمجلس الطاقة، خلال مشاركتها في أعمال اليوم الأول من “منتدى دبي للمستقبل” أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل، مجموعة من سيناريوهات مستقبل الطاقة حول العالم في ظل التغيرات الكمية والنوعية التي تتسارع في مجالات تعزيز مزيج الطاقة، ورفع كفاءة إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة.
وقالت ويلكنسون: يوجد حالياً نحو مليار شخص في العالم يفتقرون الوصول إلى الطاقة، ونحو 3 مليار إنسان لا يتمكنون من الحصول على طاقة بأسعار مناسبة ومعقولة، كما أن وتيرة إزالة الكربون ما تزال حتى الآن أبطأ بكثير مما نحتاجه، إلا أن هذا يجب ألّا يمنعنا من العمل على تصميم مستقبل الطاقة الذي نتطلع إليه”.
وقالت ويلكنسون إن الحديث عن آفاق الطاقة يجب أن يكون من منظور الأمل الواقعي للوصول إلى مستقبل أفضل للبشرية. وعلينا أن نتذكر أن كل نظام حيوي يقوم بشكل أو بآخر على التحول الأساسي للطاقة في المستقبل.”
ولفتت ويلكنسون إلى أنه وبالرغم من التحديات التي شهدها قطاع الطاقة خلال السنوات القليلة الماضية، ومخاطر التحول غير المنظم للطاقة على كثير من القطاعات، والأزمات الحادة التي تؤثر على مجتمعات الطاقة وأمنها كما حصل خلال جائحة تداعيات أزمة كوفيد – 19، وتنامي تهديدات تغير المناخ، يتوجب علينا حين نفكر في مستقبل الطاقة أن نعمل من أجل الأفضل، وأن نبقي عيوننا وعقولنا مفتوحة دائماً لإحداث تغيير إيجابي يوازن بين ما نأمل به وما نتوقعه.”
وقالت ويلكنسون: “إننا نعيش في عصر جديد من تحول الطاقة للأفراد والكوكب. ويتوازى التحدي المتمثل في إزالة الكربون مع التحول العالمي نحو مزيد من الرقمنة وتحلية المياه، ما يتطلب التنوع في نظام ومزيج الطاقة، خاصة بعد الاضطراب في قطاع الطاقة في السنوات القليلة الماضية.
وأشارت ويلكنسون إلى أهمية استضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف “COP28” في مدينة إكسبو دبي بعد أيام قائلة: “وفقاً لأحدث استطلاعاتنا يعتقد الكثيرون أن مؤتمر الأطراف COP28 الذي سينطلق خلال الأسبوع الحالي هو الفرصة الأخيرة لتصحيح مسار الطاقة العالمي،” مؤكدة أن 50% ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن هناك حاجة ملحة للتعاون الدولي في هذا المجال الحيوي لمستقبل البشرية والتنمية.
واقترحت من موقعها كالأمين العام والرئيس التنفيذي لمجلس الطاقة العالمي أن يكون هناك عمل جماعي مشترك على مستوى الطاقة حول العالم قائلة: ” عندما نبحث عن حلول جديدة، من المهم أن نتذكر أن ما نركز عليه حالياً، هو كيفية إعادة تصميم نظام الطاقة بالكامل من خلال التعاون فيما بيننا. ونحن نسمي ذلك تحدي إضفاء الطابع الإنساني على مسار تطوير وتحولات الطاقة”.
وأشادت الدكتورة ويلكنسون باستراتيجية الطاقة لدولة الإمارات، حيث أعلنت الدولة مؤخراً عن عزمها مضاعفة قدراتها الإنتاجية للطاقة المتجددة بمقدار ثلاثة أضعاف من الآن وحتى عام 2030، بما يسرّع تحقيق مستهدفات استراتيجية الحياد المناخي التي أقرتها لعام 2050.
منتدى دبي للمستقبل
ويشارك في فعاليات الدورة الثانية من “منتدى دبي للمستقبل”، الذي والذي ينعقد يومي 27 و28 نوفمبر الجاري برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، أكثر من 2500 من المتخصصين في القطاعات المستقبلية الحيوية من 100 دولة، فضلاً عن تواجد نحو 100 مؤسسة ومنظمة دولية في مجالات تصميم المستقبل.
ويستعرض المتحدثون في جلسات المنتدى الذي تنظمه مؤسسة دبي للمستقبل في “متحف المستقبل” أهم القطاعات الرئيسية مثل الفضاء والاستدامة والبيئة والطاقة والغذاء والصحة والطب والتعليم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والعمل الحكومي وغيرها الكثير.
وتركز حوارات المنتدى على 4 محاور رئيسية تشمل إعادة تصور الطبيعة، وتمكين الأجيال القادمة، وعلاقة الإنسان والآلة، والتحولات في حياة الإنسان.