أجمع عدد من الخبراء من المشاركين في “منتدى دبي للمستقبل 2023″، أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل، أهمية دور نظم استشراف المستقبل في تصميم تقدم علمي إنساني مستدام صديق للبيئة، فيما يرسّخ هذا التخصص موقعه في سياسات واستراتيجيات جاهزية الاقتصادات والمجتمعات البشرية للمستقبل.
وفي جلسة عن حياة مستشرفي المستقبل، قال آدم كاهانا، كاين، مدير ريوس بارتنرز، في حوار مع بول سافو، الأستاذ المساعد في جامعة ستانفورد، أن الاستشراف هو أداة للتعامل مع مشاكل الحاضر، وهو مسار أيضاً لبناء المستقبل.
وأكد كاهانا أننا لكي نصل في استشراف المستقبل إلى نتائج ملموسة وذات أثر على حياة المجتمعات، علينا أن لا نعمل فقط مع مختصين في البيانات وتحليلها أو مع صناع السياسات أو مع المختصين في استشراف المستقبل، بل لابد أن نقترب أكثر من الواقع من خلال التعاون مع قيادات من أكثر من قطاع، كي نعمل معاً على إيجاد واقع جديد وليس فقط وضع سيناريوهات لما يمكن أن يكون عليه المستقبل.
ودعا كاهانا إلى العمل والتعاون مع الجميع مع وضع هدف مشترك نصب أعيننا، وأن نسعى في استشرافنا للمستقبل إلى توحيد الجهود وصولاً إلى الأهداف المرجوة.
وحول الطريقة المثلى لاستشراف المستقبل، قال كاهانا: “من خبرتي التي تمتد على أكثر من 30 عاماً في استشراف المستقبل، تبلورت لدي رؤية اعتمدها اليوم في كافة المشاريع التي أقودها وهي تجميع القطع المتفرقة معاً.
وختم بالتأكيد على أهمية ركائز ثلاث في العمل المشترك بين الجميع لاستشراف المستقبل، وهي الحب، والطاقة، والعدالة، في تصميم المستقبل الذي نسعى إليه بتكامل جهودنا.
التكنولوجيا والواقع المعزز سلاح مستشرفي المستقبل
بدورها قالت سارة دافانزو، رئيسة قطاع تجربة العملاء في مؤسسة «بيير فابر»، إن القيمة الأعلى لاستشراف المستقبل تنتج عن إتقان هذا التخصص الذي اعتبرته حرفة.
وأكدت دافانزو على أن التحوّل نحو التفكير المستقبلي الفاعل والمؤثر والمنتج هو عملية ذهنية كما حول عملية حسية، معتبرةً أن تحركنا من مكان إلى مكان يتطلب قراراً ذهنياً منا بأن نقوم بتلك الحركة، وهو ما ينحسب على الأفراد والمجتمعات والدول. واعتبرت دافنزو أن مستشرفي المستقبل سيكونون مستقبلاً مسلحين بأحدث استخدامات الواقع الافتراضي والمعزز والمختلط والغامر، وهو ما سيمنحهم التنافسية والأفضلية في تصميم سيناريوهات ومبادرات مستقبلية تحقق نتائج إيجابية تفوق التوقعات.