كيف سيكون مستقبل الأجيال القادمة وكيف سيصبح كوكبنا بعد 50 عاماً؟ وكيف يمكننا الحفاظ على بيئتنا ليعيش أحفادنا بسلام ورفاهية؟ هذا الأسئلة شكلت المحاور الرئيسية لجلسة “أسباب للأمل” التي نظمتها أكاديمية دبي للمستقبل بمؤسسة دبي للمستقبل واستضافت العالمة البريطانية جين غودول سفيرة الأمم المتحدة للسّلام سابقاً، التي تعتبر واحدة من أشهر المدافعين عن البيئة في العالم.
وأكد سعيد القرقاوي مدير أكاديمية دبي للمستقبل أهمية التركيز على دور العلوم في حماية الموارد البيئية والطبيعية وتعزيز التعاون بين شعوب العالم والمنظمات العالمية والهيئات الحكومية والمؤسسات المجتمعية، والاستفادة من تجارب الخبراء والعلماء المتخصصين في مختلف القطاعات، بما يدعم جهود صناعة المستقبل.
وقال: “تحرص أكاديمية المستقبل على استضافة نخبة من المتحدثين الملهمين على المستويين الوطني والعالمي بهدف نشر المعرفة وتبادل الخبرات وتوفير الفرصة للمبتكرين ورواد الأعمال الراغبين بتعزيز قدراتهم العلمية والنظرية في قطاعات تركز على العلوم والتكنولوجيا والتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية والطباعة ثلاثية الأبعاد والبرمجة”.
استدامة الكوكب مسؤولية مشتركة
وتحدثت الدكتورة جين خلال الجلسة التي استضافت مجموعة من الخبراء والمهتمين بحماية البيئة، عن تجربتها الطويلة في النضال والدفاع عن مستقبل الحيوانات البرية والتهديدات التي تواجهها بسبب فقدانها لموائلها الطبيعية، إضافة إلى أهمية حماية الحياة البرية ومحاربة الاتجار غير المشروع.
وأكدت أهمية تعزيز التعاون الحكومي المجتمعي العالمي لضمان حماية فعالة ومستدامة للبيئة ومستقبل أفضل للأجيال القادمة، موضحة أنه لا يزال هناك أمل كبير بالمستقبل يرتكز على طموح الشباب ومرونة الطبيعة، وقالت: “إن توظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسانية أمر حيوي وجوهري في هذا العصر، وينبغي تمكين الشباب ودعمهم للمساهمة في بناء مستقبل واعد وإحداث تغيير إيجابي”.
وأضافت: “بإمكان كل فرد في هذا العالم أن يقوم بدور مهم ومؤثر في رسم مستقبل استدامة الكوكب، هذه المساهمة تنبع من قرار شخصي نحدد من خلاله نوع مساهمتنا والتأثير الذي نسعى لتحقيقه بما يخدم مستقبل البشرية”.
50 عاماً في حماية البيئة
بدأت مسيرة الدكتورة جين غودول التي تمتد لأكثر من 50 عاماً بدراستها لسلوك الشمبانزي في أفريقيا عام 1960، وساهم عملها في غومبي بتنزانيا في تطوير معرفتها العلمية وأبحاثها المعمقة حول دراسة وتحديد العلاقة بين البشر والحيوانات، ما شجعها على تأسيس معهد أبحاث متخصص لحماية الشمبانزي وموطنها الأصلي والمساهمة في دعم برامج التنمية المبتكرة التي تركز على المجتمع المحلي في أفريقيا وبرنامج الشباب العالمي للبيئة والإنسانية.
وفي عام 1991، أسّست غودول برنامج الشباب العالمي “جذور وبراعم” مع مجموعة من الطلاب في تنزانيا، والتي تجمع الآن مئات الآلاف من الشباب في أكثر من 130 دولة، يعملون لجعل العالم مكاناً أفضل للناس والحيوانات والبيئة.
ونالت سفيرة الأمم المتحدة للسلام خلال مسيرتها الطويلة العديد من الأوسمة وشهادات التقدير من مختلف دول العالم مثل المملكة المتحدة وفرنسا وتنزانيا واليابان.
مركز لنشر المعرفة
وتمثل أكاديمية دبي المستقبل مركزاً لنشر المعرفة لدعم جهود بناء المستقبل، وتسعى من خلال مثل هذه الجلسات إلى إتاحة الفرصة لأفراد المجتمع لاستكشاف الاتجاهات المستقبلية واكتساب فهم أفضل للعالم من حولهم، وذلك في إطار جهودها الحثيثة لتعزيز مكانة دبي ودولة الإمارات كمركز عالمي رائد في الابتكار وتبني التقنيات الحديثة.
وستنظم الأكاديمية خلال العام الحالي العديد من الفعاليات وورش العمل وجلسات الحوار والمحاضرات والأنشطة في مقرها الذي يعتبر أول مكتب مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على مستوى العالم.