محمد عبد الستار أحمد
مصر
“في عالم تحكمه التقنية أمامنا خياران: إمَّا أن نكون في قلب التطور وإما أن نكون على الهامش! ما من خيار ثالث”. بهذا الحزم والوضوح يتحدَّث محمد عن قصته بين سطور العالم الرقمي. بوصفه شاباً في أوائل العشرينات، شهد محمد التحوُّل الكامل نحو العالم الرقمي في القطاعات كافَّةً، ومنذ أول خطواته في عالم التقنية لم يشعر بالانتماء الكامل فحسب؛ بل قطع على نفسه أيضاً عهداً بالمساهمة في نقل كل من حوله إلى الضفة الرقمية حيث النجاح الحقيقي وفق رأيه.
بدأ شغف محمد بالتقنية منذ سنوات الدراسة الأولى، ثم انطلق يطَّلِعُ أكثر على التطورات في عالم البرمجيات والذكاء الاصطناعي والتقنية المالية وما شابهها. ورافقه هذا الشغف إلى الجامعة، فكلَّما جلسَ مع أحد زملائه كانت البرمجة ثالثهما، حتى لاحظ أحد زملائه اهتمامه الكبير بالتقنية، فنصحه أن ينضم إلى مبادرة مليون مبرمج عربي.
لَمَعَ اسمُ محمد عبد الستار أحمد بين زملائه في المبادرة وخصوصاً في المنتدى؛ حيث النقاشات الموازية للدروس الافتراضية، فلم يكتفِ بشهادة إتمام المسار، بل كان من الطلاب القلائل الذين تأهلوا للحصول على منحة النانو ديجري.
يقول: “أجمل ما في هذه المنحة، أنها تؤهلك لسوق العمل، حيث تدخل إليه وأنت تحمل فكرةً، وتخرج من المبادرة وأنت تمتلك العلمَ والخبرةَ ومجتمعاً يدعمك ويجيب عن أسئلتك؛ فذلك شيءٌ شامل فعلاً”.
يضع محمد “عُمُرَه” في كفة ميزان نجاحه، فسنه لم يتجاوز العشرينات، والإنجازات التي حققها حتى الساعة تمثل نجاحاً في تحقيق هدفه، وهو مساعدة القطاعات والأعمال الصغيرة للاستمرار عبر نقلها إلى الضفة الرقمية، وحتى الآن الكفَّة الراجحة هي التي يطور فيها تطبيقات وبرامج تحمل توقيعه لصالح مؤسسات ومشاريع عُرفت بالازدهار.
ومن بين جميع البرامج التي طوَّرها حتى الآن، فإن الأقرب إلى قلب محمد هي تطبيقات متاجر البقالة التي ينفِّذُها لجيرانه في الشارع الذي يسكنه، ومشروع نشر الروايات على الإنترنت للكُتَّاب الصاعدين، يقول: “عندما أرى أحدهم سعيداً جدًّا بالنتيجة التي حققناها؛ أشعر أن البرمجة سحرٌ، وليست مجرد أرقام فقط!”.