اختتم برنامج دبي لخبراء المستقبل، الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل في ديسمبر الماضي، مساقه الرابع الذي ركز على تعزيز مهارات تطبيقات استشراف السيناريوهات والتوجهات المستقبلية، وأدوات تطوير خريطة العوامل الرئيسية المحتملة التي ستؤثر على القطاعات الحيوية في دبي للخمسين عاماً المقبلة (2021 – 2071)، واستكشاف انعكاساتها المحتملة على الأهداف، والخروج بتوصيات استراتيجية قابلة للتطبيق في عمل الجهات الحكومية بدبي.
وشهد المساق الذي نظم بعنوان “تطبيق المستقبل على أرض الواقع”، تنظيم 21 جلسة تفاعلية تم تقسيمها إلى 5 جلسات رئيسية و16 جلسة نقاشية، بإشراف بول سافو البروفسور في جامعة ستانفورد رئيس دراسات المستقبل في جامعة “سينغولارتي”، وهدف لإكساب المنتسبين من مختلف الجهات الحكومية بدبي خبرات جديدة في الاستشراف الدقيق على المدى القصير والطويل، وتحديد العوامل المؤثرة على التغيرات المستقبلة، وتمكينهم من مهارات تحليل التأثيرات المتقاطعة والتواصل البصري الفعال.
سعيد القرقاوي: تطوير مهارات ربط السيناريوهات المستقبلية بفترات زمنية محددة
وأكد سعيد القرقاوي مدير أكاديمية دبي للمستقبل أن برنامج دبي لخبراء المستقبل الذي تم إطلاقه بالتعاون بين المجلس التنفيذي لإمارة دبي ومؤسسة دبي للمستقبل، ركز في مساقه الرابع على تعزيز مهارات المشاركين من خلال التطبيق العملي والتعرف على أبرز التغيرات المستقبلية وربط السيناريوهات المتوقعة بفترات زمنية محددة وقياس معدلات الإنجاز بهدف دعم استراتيجيات التصميم المستقبلي والمساهمة في نجاح الجهات الحكومية في دبي باستباق المستقبل.
وقال إن البرنامج يعكس توجهات مؤسسة دبي للمستقبل في تمكين الكوادر الحكومية من الأدوات والتطبيقات اللازمة لتحويل عمليات الاستشراف المستقبل إلى عنصر أساسي في تصميم الحلول والتخطيط الاستباقي لمواجهة التحديات.
بول سافو: صورة شاملة للإمكانيات المستقبلية لمختلف القطاعات
من جهته، قال بول سافو البروفسور في جامعة ستانفورد رئيس دراسات المستقبل في جامعة “سينغولارتي”: “شهدت خلال مشاركتي في هذا المساق أداءً مميزاً للمشاركين الذين أظهروا قدرتهم على اكتساب أحدث مهارات استشراف المستقبل، وتحويل هذه المعرفة إلى خطط ودراسات متكاملة من الناحية المنهجية، وتكوين صورة بصرية شاملة للإمكانيات المستقبلية لمختلف القطاعات في دبي وتوظيفها لخدمة المجتمع والاقتصاد”.
4 مراحل ضمن المساق الرابع
وتضمن المساق 4 مراحل، عمل المنتسبون في المرحلة الأولى على دراسة أهم القطاعات المستقبلية التي تسهم بتعزيز ريادة دبي العالمية وتصنيفها ضمن 13 مجالاً تتضمن الذكاء الاصطناعي والروبوتات، والصحة والتكنولوجيا الحيوية والطب، والثقافة، والواقع الافتراضي والواقع المعزز، والنقل والفضاء، والشبكات والحوسبة، والاقتصاد والشؤون المالية، وأنظمة الطاقة، والبيئة، والحوكمة، والإعلام والترفيه، والمعرفة والتعلم، والتصنيع.
وركز المشاركون في المرحلة الثانية على تحديد أبرز الاتجاهات المستقبلية بالاعتماد على المهارات التي اكتسبوها خلال البرنامج، والتي تتضمن التنبؤ لدراسة التغيرات المتوقعة وتطوير وتصميم سيناريوهات فردية وجماعية تستند على مجموعة من المقترحات والتوصيات والدراسات.
وشهدت المرحلة الثالثة تحديد التنبؤات والتوجهات ضمن جدول زمني للخمسين عاماً المقبلة (2021 – 2071) بهدف وضع منهجية تحليلية شاملة، فيما عمل المنتسبون في المرحلة الأخيرة على دراسة التوجهات وإضافة تعاريف لمستقبل القطاعات وإعداد جدول زمني يمثل خارطة للمستقبل ويتضمن توصيات استراتيجية يمكن للجهات الحكومية بدبي استخدامها وتطبيقها.
إضافة نوعية وبناء الخبرات الوطنية
وأكد المنتسبون أن برنامج دبي لخبراء المستقبل شكل إضافة نوعية لخبراتهم، ومكنهم من مجموعة من الأدوات المبتكرة لرسم سيناريوهات المستقبل، مشيرين إلى أنهم سيعملون على تحويل الخبرات والمهارات التي اكتسبوها في تطوير العمل في جهاتهم.
وأكد عبد الله آل علي من مركز دبي للسلع المتعددة أن مشاركته في المساق الرابع للبرنامج طورت مهاراته في تصور المستقبل على خريطة إبداعية تغطي العوامل والأفكار المبتكرة التي يمكن دمجها مع بعضها عبر عدة قطاعات في وقت مختلف. وقال: “يساهم برنامج دبي لخبراء المستقبل في تطوير مهارات استكشاف الفرص والتحديات المستقبلية وتبني الابتكار في مرحلة مبكرة وتنفيذ مبادرات فريدة من شأنها أن تساهم في نهاية المطاف في تعزيز ريادة دبي العالمية”.
من جهتها، قالت عزة المهيري من المنطقة الحرة بمطار دبي: “يهدف البرنامج إلى تطوير مهاراتنا وخبراتنا من أجل تنفيذ ما تعلمناه في مكان عملنا وأن نكون مساهمين في تشكيل مستقبل دبي، وقد تعلمت خلال هذا المساق استخدام أداة مفيدة جداً تسمى “خريطة دلفي” التي ترتكز على جمع الآراء والمقترحات خلال جلسات العصف الذهني واستعراض العوامل أو المراحل الرئيسية التي تسهم في مستقبل دبي وتؤثر عليها، وتصنيفها حسب السنوات أو الفترات الزمنية التي من المتوقع أن تتم خلالها وتحويل هذه البيانات إلى رسومات توضيحية لعرض رحلة دبي خلال 50 عاماً.
وأشارت سارة كلداري من سلطة مدينة دبي الطبية إلى أن مشاركتها في برنامج دبي لخبراء المستقبل أصبحت من أهم العلامات الفارقة في مسيرتها المهنية، حيث أتاحت لها فرصة لتبادل المعرفة والخبرات مع المشاركين عبر عدة قطاعات حيوية في دبي، مثل الرعاية الصحية والاقتصاد والأمن وغيرها.
برنامج دبي لخبراء المستقبل
الجدير بالذكر أن برنامج دبي لخبراء المستقبل والذي يمتد لعام ونصف، يتضمن ثلاثة مستويات، مدة كل منها ستة أشهر وتتيح للمنتسبين فرصة التدرّج من درجة “محلل مستقبلي” إلى “تنفيذي مستقبلي” وبعدها إلى “استراتيجي مستقبلي”. وسيتم استخدام منهجية فريدة تتضمن إشراك المنتسبين في تطوير وتنفيذ البرنامج تدريجياً من المستوى الأول إلى الثالث.
ويشارك في إعداد وتقديم البرنامج نخبة من الخبراء والعلماء ورواد الأعمال والرؤساء التنفيذيين من كافة أنحاء العالم في قطاعات تخطيط السيناريوهات والتوقعات المستقبليّة، ومنهجية استشراف المستقبل وتطبيق المستقبل عمؤسسة دبي للمستقبللى أرض الواقع وسرد قصص المستقبل.